Breaking News

إضطراب التوحد.. وأسبابه الغامضة

 

كتبت المدربة /ريهام نبيل أخصائية إضطراب اللغه والتواصل وتعديل السلوك ومدربة تنمية بشرية معتمدة.

إضطراب التوحد(autism disorder) :
هو إضطراب يصيب الدماغ يلحق بالطفل قبل الثالثة من عمره، ويلازمة مدى حياته. كما ينظر للتوحد وفقاً لصورتة الكلية بأنه إضطراب نمائى عام أو منتشر يؤثر سلباً على العديد من جوانب نمو الطفل، كما أنه أحد أنواع إضطراب طيف التوحد، يتسم بقصور فى السلوكيات الإجتماعية، والتواصل، واللعب الرمز ى، ويلازمة سلوكيات وإهتمامات نمطية وتكرارية ومقيدة.

ومن أهم الخصائص لإضطراب التوحد:

أولاً:الجانب البدنى :_
*غالباً  يمر طفل التوحد بفترة نمو عادية فى جميع أعضاء الجسم وذلك فى الفترة ما بين (خمسة أشهر إلى ثلاث سنوات) وهنا قد لا يوجد فروق بين طفل التوحد والطفل العادى من حيث الجانب البدنى.
*يتعرض طفل التوحد إلى فقدان المهارات اليدوية والحركية التى سبق إكتسابها
*كما نجد أن معظم التوحدييين يعانى من إضطرابات حسية تشمل عدم القدرة على الإستجابة للمثيرات الخارجية (السمعية، البصرية، الشمية) ويبدون وكأنهم صم، أو مكفوفين رغم انهم لا يعانون من أى  مشكلات فى الحواس.
*لديه حساسية شديدة للأشياء التى تلمس جسده، ويتجنب الإحتكاك بالأخرين تماماً حتى جسد الأم، كما يمكن أن نجد البعض الأخر يعض يده أو يحك جسده دون أن يشعر بذلك وربما يعود ذلك إلى قصور فى التكامل الحسى، وبالتالي لا يشعر بالمخاطر.

ثانياً:الجانب العقلى_المعرفى:
*يعانى  من إضطرابات فى الوظائف العقلية _المعرفية ( الإنتباه _الإدراك_التذكر _التفكير _اللغة)
*نجد أطفالنا التوحدييين  يعانون إضطرابات فى الفهم والمحاكاة، أو ما نسميه التعلم بالملاحظة، وهى عملية مهمه حيث يتعلم منها الطفل العادى كثير من المهارات الحياتية أيضاً اللغة.
*أيضاً نجد طفل التوحد غير قادر على تكوين مفاهيم ذات معنى، أو تكامل الخبرات مع بعضها. وأود توضيح هذة النقطة (أنه يصعب عليه الربط بين مشاعر الفرح والسرور لوجود الأم، أو الحزن لعدم وجودها).
*معظمهم يفتقر الثروة اللغوية، ويستخدمون الكلام بصورة غير مفيدة، ويلجأ إلى تكرار الكلام وهى ما يسمى ب(الإيكولاليا)
*يتراوح ذكاء بعض التوحدييين ما بين المتوسط والمرتفع، فى حين أن عدد كبير منهم (75٪)يعانون من الإعاقة العقلية.
*كما نجد أن 10٪ منهم لديه قدرات فائقة وأداء متميز فى بعض المجالات المحدودة جداًمثل القدرة على إجراء العمليات الحسابية (الجمع، والطرح) أو الموسيقى، أو الميكانيكا، أو الرسم.

ثالثاً:الجانب الإجتماعى والسلوكى:
*يعانى التوحدى من العزلة الإجتماعية، وعدم الإستجابة للأخرين.
*الإخفاق فى التعبير عن مشاعرهم أو فهم مشاعر الأخرين.
*يفتقر المبادأة فى التفاعل الإجتماعى، أو الإستجابة لمحاولات الأخرين للتعامل معه.
*عدم القدرة على التواصل (سواء اللفظى أو الغير اللفظى) وبالرغم من إستخدامهم لأصواتا غير الكلام بشكل نمطى ومتكرر، وليس هذا بهدف التواصل مع الأخرين وإنما مجرد إستثارة ذاتية.

*يعانى معظمهم من النشاط الزائد، وتشتت الإنتباه
*بعضهم ينتابه تقلب المزاج بين الغضب والحزن والفرح والضحك، وبين الهدوء الشديد والإنفعال المفرط.

ونظراً لأهمية الإكتشاف المبكر لحالات إضطراب التوحد أود ذكر الأعراض المميزة للطفل التوحدى خلال السنه  الأولى من العمر :
*يبدوا كأنه لايريد أمه ولا يحتاج إلى وجودها.
*عضلاته رهوة ومترهلة، ويتضح ذلك من خلال التخطيط الخاص بتلك العضلات.
*لا يبتسم الاقليلاً،وبكائه قليلاً ولكنه يكون سريع الغضب والإنفعال.

*لا يبدي اى إهتمام بالألعاب الإجتماعية
*لا يظهر أى إنفعال نتيجة حدوث أى شىء
*ردود فعله للمثيرات المختلفة قليلة جداً  أو مفرطة جداًِ.

أسباب التوحد :
ليس هناك سبب واحد ووحيد معروفاً بإعتباره السبب المؤكد بشكل قاطع، لإضطراب التوحد، يؤكد بومر (1995)أن هناك إعتقاداً بأن خللاً وظيفياً فى الجهاز العصبي المركزي لأسباب غير معروفه ادت إلى حدوث هذا الإضطراب. ويرد بعض الباحثين هذا الإضطراب يرجع  إلى أسباب بيوكيميائية فى المخ،  وهو أمر يؤدى إلى إضطراب فى بعض الإفرازات المخية، مما يؤثر على الأداء الوظيفي للمخ. كما يرى "كندول" وفقاً للدراسات الحديثة ان هناك إنخفاض نسبي وواضح فى النصف الكروى الأيسر من المخ لدى التوحديين. ويرى البعض ان السبب يرجع إلى أسباباً بيولوجية تحدث فى وقت ما بين الحمل والولادة، كا يرى أخرون أن هناك مجموعة من الأسباب تؤدى إلى هذا الإضطراب، وأن هذة الأسباب تجمع بين الوراثة والبيئة، والبعض الاخر يرجعه لأسباب عصبية ويضم معها العوامل الكروموزمية أو الخلل الكروموزومى.
ومع ذلك فليس هناك سبب محدد نركز عليه أنه هو الذى أدى إلى حدوث ذلك الإضطراب.

ويرى "كورشين" وأخرين أن هناك خصائص دالة لدى أفراد التوحد وهى.. *حجم المخ عند الولادة متوسط وربما أقل من المتوسط فى بعض الحالات.
*نمو المخ يكون فجائى وبشكل زائد أو مفرط فى أول عامين من الحياة.
*يبطىء معدل نمو المخ بعد الثانية ويصل إلى أقصى حجم له فى سن الرابعة أو الخامسة من العمر.

وفى حقيقة الأمر أن حدوث المعدلات العالية للنمو غير العادى خلال العالمين الأولين من العمر يؤثر على إكتساب اللغة، وكم الإستدلا أو الإستنتاج، والشعور بالذات، وتؤثر فى النهاية على تجهيز المعلومات بشكل معقد.





ليست هناك تعليقات