Breaking News

التشجيع... وأثره على أطفالنا


كتبت المدربة /ريهام نبيل أخصأئية إضطرابات اللغة والتواصل ومدربة معتمدة.
أبدأ كلامى بمقولة الكاتب والطبيب النفسى "رودلف دريكوس)" يحتاج الطفل إلى التشجيع مثلما يحتاج النبات إلى الماء "ٍ... اذن فالتشجيع إحتياج إنسانى أساسي، ومما لاشك فيه أن الحاجة إلى التشجيع والتقدير والمكان من أهم ما يبحث عنه الطفل فى البيئة التى يعيش فيها، ولها أهميتها فى التأثير المباشر على النضج النفسى للطفل، وعلى القدرات العقلية، كما انها تشعر الطفل بمقدار طاقتة على الإنتاج.
ويقال إن كل شخص يولد على جبهته علامه تقول من فضلك إجعلنى أشعر أننى مهماً" اذن للتشجيع أهمية كبرى لا يمكن إغفالها  فى حياتنا،اذ يرونه علماء النفس أنه المحرك والدافع لمواصلة الأعمال وتنميتها.الأطفال هم جيل الغد وهم أكثر الفئات التى تحتاج إلى التشجيع والكلام الإيجابى، وعلينا أن ندرك قيمة التشجيع والتعزيز مع أطفالنا فهو يدعم صحتهم العاطفية، والجسدية، وبإمكانه تحقيق ما يلى:
*تقوية ثقة الطفل بنفسة وتقدير ذاته.
*تعزيز الإستقلالية والمسئولية الذاتية لدى الأطفال
*علاج الخجل والخوف لدى بعض الأطفال
*مساعدته على النظر الى المستقبل بصورة مشرقة ومتفائلة
*يساعد على تغيير مفهوم الطفل لنفسة من بنائها الخارجى إلى الداخلى.
وللكلمة المنطوقة الموجهة  للطفل قوة ما بعدها قوة، وذلك لأن كل كلمة تحمل فى طياتها رسالة موجهه له بخصوص العالم من حوله، فعندما نوجه للطفل كلاماً ما (تشجيعاً او تثبيطاً) يبدأ الطفل بالحديث مع ذاته عما سمعه من الأخرين من رسائل، مثل... انت شجاع.. (تشجيع) انت كسول... (تثبيط).
هنا يبدأ الطفل بالبحث عن أدلة تثبت تلك الرسائل والكلمات الموجهه له، فإن وجد الشىء الذى يعزز التشجيع أو التثبيط ركز على ذلك الأمر وعممه على شخصيته (انا فعلاً شجاع)( أنا فعلاً كسول)،وبذلك يبنى الطفل فكره عن ذاته إن كان إيجابي فيكون سلوكه إيجابى وإن كان سلبياً يكون سلوكه سلبى.
وما أجمل أن تتفوه الأم بكلمات التشجيع مع طفلها فى وقت الإسترخاء  عندما يحين وقت النوم، من انسب الأوقات لدعمه بكلمات إيجابية ورائعة عن ذاته، كأن تحدثه عن حبها لها، وعن مستقبلة المشرق الذى ينتظرة، وعن أفعاله الحسنة التى قام بها اليوم.
وعلى الأباء الا يركزوا على أخطاء أطفالهم والا يكثروا من التوبيخ والنقد واللوم والعقاب... فكل هذا من شأنه تثبيط الأبناء وتحطيمهم.
نعم احياناً  كثيرة نحتاج إلى تقويم وتصحيح سلوك أبنائنا عندما يخطئون ويسلكون سلوكاً يوذى أنفسهم ويؤذى الأخرين، فى هذة الحالة يجب التركيز على الفعل الخطأ وليس على الفاعل، كما يمكن تجاهل السلوك الخطأ  كلما كان ذلك ممكناً ولا يؤثر سلباً،ويجب التركيز على السلوك الصحيح وتشجيعة عليه.
وعلى الأباء إعانة الأبناء على تقدير الأمور الحسنة بأنفسهم، ليكتشفوا  قيمة ما أنجزوه من أعمال، ويجب مكافأتهم عليها  ولهذا ينبغى علينا تكليف الأبناء ببعض المسؤوليات والأعمال، ففى هذا التكليف رسالة موجهه وهى (انى أثق  بك وبقدراتك) انت تستطيع القيام بهذا العمل، انت على قدر المسؤلية).
كما يجب الا نغفل أهمية الإستماع والإنصات للأبناء، وقضاء بعض الوقت معهم فهذا يحمل فى طياته رسالة بأنهم محبوبين من قبل الوالدين، وأنهم أشخاص جديرين بالمجالسة.
وانى أرى لكى نكون قادرين على تشجيع أبنائنا لابد من تشجيع أنفسنا أولاً، فلا يمكن غرس الثقة فى نفس الطفل، إن لم يكن لدينا الثقة فى أنفسنا، ففاقد الشىء لا يعطية.
إذن علينا بتشجيع أنفسنا أولاً، والتخلص من كل الكلمات السلبية التى وجهت الينا فيما سبق،وبتشجيع النفس يستطيع الإنسان حل المشكلات التى تواجهه وتقبل الأخطاء  التى حدثت دون قصد. والاستفادة منها وعدم تكرار ها فى المستقبل.
ومن طرق تشجيع الطفل:
*التحدث عن إنجازات الطفل إذ يعزز ثقتة بنفسة وإقبالة على العمل الجيد مرة أخرى.
*الإستماع إلى الطفل يدفعه للتعبير عن نفسة بوضوح.
*تكليفة ببعض المسؤوليات التى تناسب عمره وتشجيعة على إنجازها.
قضاء وقت ممتع مع الطفل والقيام ببعض الأنشطة المحببة.
وفى الحقيقة لابد من وجود هدف فى حياتنا نسعى اليه، حتى نستطيع أن نكمل مشوارنا فى الحياة، ولا يمكننا تحقيق ذلك بدون تشجيع الأخرين سواء الأهل أو الأصدقاء والأهم أن يكون نابع من أنفسنا.
أسأل الله العظيم أن يوفقنا جميعاًلتربية أبنائنا وأن يصلحهم ويصلح بهم من شاء من عباده.

ليست هناك تعليقات