Breaking News

فن التعامل مع ذوى القدرات الخاصة


كتبت /ريهام نبيل أخصائية إضطرابات اللغة والتواصل ومدربة معتمدة
فى الحقيقة عُرفت ظاهرة الإعاقة منذ فجر التاريخ، ولم تخلو أمة من وجود ذوى الإختياجات الخاصة بها، ولكن إختلفت الأمم فى التعامل معهم والنظر إليهم،وتعددت أشكال المعاناة لأصحاب هذة الفئة على مدى العصور بين القتل والتعذيب والنبذ والعزل، وكان هناك كثيراً من الخرافات التى تفسر الإعاقة على أنها لعنه إلهية وعقاب ربانى للوالدين، والبعض يراها مس شيطان لذا كانوا يقومون بتعذيبهم دون الإحساس بأى حرج أو ظلم. (أبوغدة 1983)
إلى أن جاء الإسلام ليشكل نقلة نوعية فى التعامل مع هذة الفئة من المجتمع، وأقر  مبدأ النظرة الشمولية الكلية فى التعامل مع الإنسان، وعدم النظر الى نواحى العجز والقصور، فالمعاق فرد لدية قصور فى جانب معين ولكن لدية قدرة فى جانب أخر، لذا فالتشريع الإسلامى راعى القدرات الكامنة فى الفرد ولم يكلفة بما هو فوق طاقته، وفى نفس الوقت لم يعتبره عالة على غيره، وفتح امامة الحياة ليحقق فيها وينجز بما يتناسب مع إمكانياته وقدراته. وفى نفس الوقت دعى الإسلام إلى مجالستهم والأخذ منهم وأوضح أن الخير منهم وفيهم قد يكون أكثر من الأصحاء ضعيفى الإيمان، ودعا الإسلام إلى الإهتمام بالمعاقين ورعايتهم إنطلاقاً من المبادىء العامة فى التعامل فى المجتمع الإسلامى وقال الله تعالى "إنما المؤمنون أخوه".
كذلك حرم الإسلام إطلاق المسميات والألقاب عليهم مما لها أثر سلبى على قلوبهم مثل مناداتهم يااعمى، الأطرش، ياأخرس،....
فى الحقيقة كلنا معرضين للإبتلاء فى أى وقت وأن يختبرنا  الله بما فى المعاق، فيجب علينا الأ نظهر لهم الشماته أو السخرية، وبدلا من ذلك نحمد الله ونستقيم ونشكرة على نعمة العافية والصحة، ومن أدعية الحبيب المصطفى "الحمد لله الذى عافانى مما إبتلى به كثيراً ممن خلق وفضلنى تفضيلا"
وجدير بالذكر ان أوضح  موقف الأسرة من الإعاقة و المعاق
من المسلم به أن الإعاقة تُحدث إضطراب فى محيط الأسرة مهما كانت درجتها او نوعها، لكن ما يساعد على تقليل التوتر ونمو المشكلات، هو المستوى التعليمى للوالدين، والتزامهم الدينى.
فعلى الأسرة  مواجهة الواقع وتقبل المعاق، سواء بواقع التزامها الدينى، أو الإنسانى، أو الإجتماعى، أو العاطفى ليأخذ مكانة داخل الأسرة.
وما يؤخذ على أسر الأطفال ذوى الإحتياجات الخاصة، التفافها حول الطفل صاحب الإعاقة، وتماديها فى العطف والشقة والحماية الزائدة، وكل هذا يضر أكثر مما ينفع.
وهنا يأتى أهمية  دور وسائل الإعلام بكل وسائلها السموعة والمرئية والمقروءة، لتوعية الأسر بمتطلبات النمو، وحاجات ذوى الإعاقة وخصائصة، بحيث يحدث تقبل الحالة وتعديل إتجاهات الأسرة، بما يخلق للفرد المعاق أقصى إمكانيات النمو العادى.
مما لاشك فيه ان صورة كل فرد تتكون من خلال نظرة المجتمع له، فنظرة المجتمع لذوى القدرات الخاصة، تؤثر على تكيفه النفسى والإجتماعى، وإتجاهات الناس الخاطئة نحو ذوى الإعاقات تسبب مشكلات أكثر خطورة من الإعاقة نفسها، فمثلا عندما نحكم على الأصم بأنه متخلف عقلياً، فذلك يصيبة بمشاعر الفشل والدونية، ودفع الأصم إلى الدونية، والعزلة.
لذا تؤكد النظرة الحديثة لمشكلة الإعاقة، على الإهتمام بتعديل المفاهيم والإتجاهات الخاطئة عن طريق برامج التوعية والتوجيه والارشاد، من خلال أجهزة الإعلام المختلفة، وذلك لتنوير الرأى العام لتقبل ذوى القدرات الخاصة.
لذا ينبغى علينا التعامل مع هذة الفئة على أساس الإحترام، وليس على اساس الشفقة عليهم، فشعور الطفل المعاق بالوحدة  والإختلاف عن الأخرين يقوى نتيجة الحماية الزائدة التى يتلقاها من الأسرة والمحيطين به.
و يحثنا الإسلام على حسن التعامل مع هذة الفئة، فالمعاق هو إبن المجتمع وفرد من أفراده، كما يجب الإعتراف بحقوقهم بالرعاية والمساعدة، والتأهيل، وأكد على حقهم بالتعليم، والتدريب والعمل، كما أوجب النظر الى أعمال الناس وليس إلى أجسامهم، وصورهم، وحرم السخرية والاستهزاء بهم
كما أكد رسولنا الكريم صل الله علية وسلم أن الأمة تنصر بضعفائها، وأكد على الأجر والثواب لمن يصاب ويصبر على الإبتلاء. كما شجع الإسلام أصحاب القدرات الخاصة على العمل الذى يتناسب معه لكى يتحول من عال على أسرته ومجتمعه إلى فرد منتج يعول نفسة وأسرتة ويشارك فى بناء مجتمعه.
وأخيراً اقول لكل من حدثته نفسه بممارسة التنمر على إخواننا وأطفالنا أصحاب الهمم، ان الإعاقة الحقيقية لا تكون فى الشخص المعاق نفسه، وإنما فى المجتمع الذى يرفض وجودة ولا يعطية حقوقة التى توافق ظروفة الخاصة.

ليست هناك تعليقات