Breaking News

مشاكل الدراسة عند المراهقين



كتبت/ ريهام نبيل أخصائية إضطرابات اللغة والتواصل
أحياناً كثيرة ينظر الأباء والأمهات إلى أولادهم المراهقين على أنهم مصدر للإزعاج وتعكير صفو الحياة، وهذة النظرة  فى غالب الأمر ليست   بعيده عن الواقع، كما يقول الدكتور عبد الكريم بكار. وكثيراً من الاهل يشتكون من أن الأمور المتعلقة بدراسة أبنائهم المراهقين أنها  لا تسير على نحو جيد، فالكثير من التلاميذ ضجرين من جو الدراسة والمدرسة وهم لا يدركون بحكم مراهقتهم، وقلة خبرتهم، أهمية التحصيل الدراسى ومدى تأثيره على مستقبلهم.
وإنطلاقاً من خوف الأهل على أبناءهم من ناحية ، وضجر التلاميذ من الدراسة والمناهج من ناحية أخرى، كان لابد من توضيح هذة المشكلة، أسبابها، وكيفية العامل معها.
التأخر الدراسى.. ويقصد به هبوط مستوى الطالب فى التحصيل العلمى، أو فى درجات الإختبارات المختلفة، وهذا التأخر قد يكون شامل لجميع المواد، وقد يكون فى مادة أو مادتين، وهذة من أخطر المشكلات التى تواجه الأسر فى هذة الأيام. وأصبحت الأسرة فى حيرة ما بين إستخدام اسلوب اللين والتراخى، أو إستخدام القسوة، حفاظاً منها على التحصيل العلمى للمراهق.
لذلك كان لابد من الخطوة الأولى والأهم وهى معرفة الأسباب وراء المشكلة، للتوصل إلى العلاج.
أسباب التأخر الدراسى
ويرىالكاتب أن من الأسباب الأكثر شيوعاً هى الأسباب النفسية والإجتماعية ومن أهمها :
*إنخفاض الثقة بالنفس، حيث يشعر المراهق المتأخر دراسياً، أن الأعباء الدراسية الملقاه عليه أكبر من طاقته وقدرته.
*الخجل من الكلام والوقوف أمام الطلاب ومحاورة أستاذة يجعل مشاركته ضعيفة، ويؤثر سلباً فى الفائدة التى يمكن الحصول عليها.
*عدم وجود رغبة كافية فى المواد التى يدرسها الطالب أو نفورة من الدراسة بسبب تصرفات بعض معلمية معه.
*الظروف الإجتماعية غير الطبيعية لها دور كبير فى إعراض المراهق عن المذاكرة،فنجد بعض أبناء الأثرياء يفكرون فى عدم إكمال دراستهم والتوجه لإدارة أموال وثروات أهاليهم، كما أن أبناء الأسر الفقيرة جدًا لا يقتنعون بجدوى وأهمية المناهج الدراسية لأنها لا تلبى الأحلام والطموحات مما يؤثر على نفسية المراهق ورفضة للقيام بواجباته.
*قد يتأخر المراهق دراسياً أحياناً لفقده الدعم والمساعدة من أسرته، فكثيراً من الأسر الغير متعلمة لا تحرص على تعليم أبنائها ولا تحفزهم عليه.
*الشعور بالضيق وعدم الرغبة فى الذهاب إلى المدرسة والهروب منها بسبب عدم قدرته على الإستيعاب وعدم الإندماج فى أجواء المدرسة.
*الصاحب ساحب، فحين يصحب المراهق رفقاء كسالى، ومن غير ذوى الطموحات العالية، فإن من المتوقع أن يتأثر بهم تأثيراً كبيراً.
ضعف الذكاء أو القصور فى القدرات العقلية الخاصة كالقدرة على التركيز.
*وسائل الإعلام والإتصال الحديثه تعتبر من أكثر الأمور التى تشغل المراهقين عن دروسهم وواجباتهم.
*الغياب المتواصل للوالدين أو لأحدهما.
*الحالة النفسية للتلميذ تؤدى دوراً هاماً فى تحديد نشاطه وإجتهاده.
***كيفية التعامل مع مشاكل المراهقين الدراسية***
أولا :الإهتمام بالحالة الصحية للمراهق، فربما يكون هناك قصور أو مشاكل بالسمع أو البصر، أو مشاكل بالغدد الصماء أو سوء التغذية، مما يؤثر كل هذا على حيوية التلميذ ونشاطة المدرسة.
*مساعدة التلميذ على إكتشاف ذاته وتوجيهه إلى  الوجهه المناسبة مع قدراته وميوله حتى تنمو وتزدهر مواهبه وإستعداداته.
*مراقبة العلاقات التى يبنيها المراهق بهدوء وتروى، حيث أنها من أكثر الأشياء التى تلهى وتشغل المراهقين عن دراستهم
*تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهق، فكرة المراهق عن ذاته لها تأثير كبير على شخصيتهم وتقدير إمكانياتهم.
*الإبتعاد عن الصرامة فى الأوامر والقسوة فى المعاملة من الأهل،هذا الإسلوب الخاطىء لا يجدى بفائدة، بل يدفع المراهق إلى التقصير فى دراسته من منطلق التمرد على السلطة.
*إستخدام إسلوب الحوار البناء والمناقشة وإقامة علاقة ودية تقوم على الثقة المتبادلة والمحبة والتقدير بين المراهق والمربي.
**اذا كانت مشكلة التأخر الدراسى لدى المراهق راجعة لأسباب مرتبطة بالمدرسة، فهنا تقع المسؤلية على عاتق المرشد النفسى والمدرسة، حيث يرشد المراهق المتأخر دراسياً، وتبصيره بطرق إستذكار المواد بشكل علمى.
*مساعدة التلميذ على وضع جدول لتنظيم وقته وإستغلاله فى الإستذكار.
*إعادة تعليم المراهق المتأخر دراسياً المادة من البداية مع توفير عامل القبول والإرتياح، مع تقديم التعزيز المناسب.
*عقد الإجتماعات مع أولياء الأمور لمناقشة أسباب التأخر الدراسى وعلاجه،مع مراعاة مبدأ السرية.
*كما لا ننسى أهمية العلاج الاجتماعى، والتى تكمن فى ضرورة تغير البيئة التى أدت إلى حدوث الإضطراب النفسى أو تعديلها.
*التعاون بين الأسرة والمدرسة فى حل المشكلة
*مساعدة المراهق المتأخر دراسياً على تكوين إتجاهات إيجابية  نحو المدرسة.
ما أود أن أقوله أن العلاج يختلف بناءاً على السبب، وحالة كل طالب، ولا يمكن وضع خطة علاج موحدة لكل الطلاب، لأن كل حاله تحتاج إلى برنامج تدريبى خاص بها كى يعالج هذا التأخر والعوده لتحقيق الأهداف المرجوة منه.


ليست هناك تعليقات