Breaking News

كيف أعامل إبنى فى سن المراهقة؟

كتبت /ريهام نبيل أخصائية إضطرابات النطق والتواصل

نظراً لما تعانيه كثيراًمن البيوت بسبب التغيرات التى تطرأ  على أبناءنا فى مرحلة المراهقة، ونقص معرفة الكثير منا بأساليب التعامل الجيد مع المراهق، لذلك وددت أن أذكر نفسي وأذكركم بسمات هذة المرحلة، وكيفية التعامل مع أبنائنا فى هذا السن.
المراهقة تعنى المقاربة أى القرب من الشىء، والمراهق هو الطفل الذى قارب البلوغ،  والمراهقة مرحلة متوسطة بين الطفولة والنضج. وقام علماء النفس بتقسيم مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل(مبكرة، متوسطة، متأخرة) ، مرحلة المراهقة المبكرة وتبدأ من سن الثانية عشر، والمتوسطة تبدأ من سن الخامسة عشر أو السادسة عشر، وبعدها المراهقة المتأخرة وتمتد إلى سن الحادية أو الثانية والعشرون، مع مراعاة الفروق الفردية بين أبنائنا.
لماذا نرى أن المراهقة من أصعب المراحل وأخطرها؟
نظرة الأبوين للمشكلات التى تصدر من أبنائهم فى ذلك الوقت كثيرا ما تكون مستفزه ومزعجة، حيث أصبحوا يرفضوا كثير من الأمور الجيدة والمنطقية، حتى يؤكد لنفسة انه كبر ولدية شخصية مستقله. وهناك سبب أخر يجعلنا نرى المراهق صعب التعامل معه، وهو الحرص الشديد على أولادنا وحبنا لهم ورغبتنا فى أن يصبحوا أفضل الناس، فذلك يدفعنا للشعور بالضيق والانزعاج من تصرفاتهم، فنحن لانريد أن يقع أبنائنا فى الأخطاء التى وقعنا فيها من قبل. والذى لا يعلمه الأبوين أن ذلك مستحيل لأن مهما حاولنا حماية أولادنا من الوقوع فى الخطأ بتقديم الملاحظات والتوجيهات لا يجدى بفائدة. لان المراهق يتعلم من أخطائه أكثر مما يتعلمة من توجيهات الاهل وهذا لا يعنى إستغناء المراهق عن توجيهات الأبوين لكن فى حدود المقبول. وعلينا أن نفهم أننا لسنا مثاليين، ولسنا قدوة كاملة لأبنائنا فى كل شىءفنجد أنفسنا نغضب أحيانا، ونشك احيانا ونسىءالفهم والتصرفات أحيانا أخرى، وبالتالي أولادنا يقلدوننا.
أقول للوالد عندما تغضب وتنزعج من تصرفات إبنك المراهق  تذكر انك مررت بهذة المرحلة وتذكر الأخطاء التى إرتكبتها، فهذا يساعدك على فهم أسباب ما يحدث ويجعلك تتسامح مع ابنك. كما يجب أن تأخذ فى الإعتبار أن ما يفعلة المراهق مؤقت وكل شىء يتحسن بمرور الزمن.
لكن مايحدث اليوم نجد الكل يشتكى، الصغار يشتكون من سوء فهم الكبار لهم، والكبار يشتكون من سوء تصرفات أبنائهم،  والتى تسبب لهم الأذى فى معظم الأحيان. والحل يكمن فى فهم هذة المرحلةوالتغيرات التى تطرأ على شخصية المراهق. وهنا تتضح أهمية الحاجة إلى التثقيف والاطلاع من قبل الكبار والصغار. ولقدأكدت عدد من الدراسات أن الغدد فى جسم المراهق تفرز نسب عالية من الهرمونات مما تؤدى إلى تفاعلات مزاجية كبيرة وشديدة تظهر فى شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وشكل غضب واكتئاب عند الاناث.
المراهق كائن رقيق وحساس يجد نفسة أسير التغيرات التى تحدث داخلة لذلك يستوجب علينا كأباء وأمهات أن نلتمس لهم العذر، كما يجب علينا مساعدتهم ومعاونتهم وإحتوائهم حتى تمر هذة المرحلة بسلام.وأثبتت الدراسات أن العلاقة الحسنة بالأبوين تمثل للمراهق الحصن الذى يقيه من كل شر بعد حفظ الله له طبعاً.
ومن أساليب التعامل الجيد مع المراهق:
السماح لهم بالحوار والمناقشة والإعتراضات والإنتقادات والتحدث بصراحة عن ما لا يعجبهم بطريقة مهذبة.
الحفاظ على توفير بيئة هادئة ومهذبة يساعد على تنشئة أبناء هادئين ومنضبطين.
تجنب كثرة التوجيهات والنصح والملاحظات المستمرة لهم ما دامت الأمور تسير على نحو جيد، مع تقديم التشجيع والثناء عليهم فى حال قيامهم بشىء إيجابى. ولنعلم جميعا أن المراهق يخوض معارك صامته نحن لا نعرف عنها الكثير مثال(إنخفاض الروح المعنوية، ضغوط الدراسة وعدم التكيف مع بعض المواد،والبعض يعانى من نبذ أصدقائة له واعراضهم عنه وغيرها من المشكلات إلى تكمن داخله)وحين يلقى المساندة من الأهل يشعر بالإطمئنان.
الإنصات والاستماع إليهم أساس التواصل،من المهم أن نذكر أن العلاقة الجيدة بين الأب وابنه تمهد الطريق للإصغاء والتقبل، كما يحتاج المراهق إلى التقدير إوحترام الذات.و يجب على الوالدين تثقيف أبناءهم بالأحكام والآداب الشرعية مثل المحافظة على أداء الفرائض وتلقينه بالاذكار والأدعية..
وللحديث بقيه عن المشكلات التى يعانى منها المراهق وكيفية التعامل معها

المراجع
كتاب المراهق (كيف نفهمه، وكيف نوجهه؟)
ا. دعبد الكريم بكار

ليست هناك تعليقات